كيماوي إدلب.. دلائل فرنسية وترقب روسي



تبت – دعاء عبدالنبي 

لا زالت تداعيات الهجوم الكيماوي على بلدة "خان شيخون" في مدينة إدلب السورية تتصدر المشهد السوري، فبرغم من المؤشرات حول تورط النظام السوري في قصف البلدة بالكيماوي، اقتصر التحرك الدولي على الإدانات والدعوات لمعاقبة المسؤولين.. ليتكرر مشهد الفشل الدولي عبر مؤسساته في استصدار قرار يدين النظام  بسبب الفيتو الروسي .. فهل تسهم الأدلة الفرنسية الأخيرة بشأن تورط النظام في تحريك ملف كيماوي إدلب في مجلس الأمن؟ 

برغم من إدانة دول غربية عديدة للهجوم الكيماوي على قرية خان شيخون في مدينة إدلب شمالي سوريا يوم 4 أبريل، ومحاولات عقد جلسات طارئة في مجلس الأمن لإدانة النظام السوري بعد أن ثبت أن الطائرات التي قامت بالقصف تابعة لها ، إلا أن الفيتو الروسي كان حائلًا لاستصدار أي قرار دولي يدين النظام السوري.

كانت دول عديدة على رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة إاضفة للاتحاد الأوروبي ، قد أكدوا عبر تصريحاتهم تورط النظام السوري في قصف السوريين بغاز السارين السام في بلدة خان شيخون ، والذي أودى بحياة 1000 شخص وإصابة 500 أخرين بالاختناقات بينهم أطفال ونساء، إلا أن الحليف الروسي كان حائلًا مُلقيًا اللوم على جماعات المعارضة السورية ومتهمًا إياها بأنها وراء الهجوم الكيماوي.


تحرك أمريكي أحادي

عقب الإدانات وفشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار يدين النظام ، قامت الولايات المتحدة بالرد على الهجوم الكيماوي بإطلاق 59 صاروخًا موجهًا من طراز توماهوك على مطار الشعيرات العسكري في سوريا، إلا أن محللين قللوا من أهمية ما حققته الضربة.

كما قامت الولايات المتحدة  بإدراج  271 موظفًا من وكالة حكومية سورية على قائمة سوداء للعقوبات ، قالت إنهم مسؤولون عن تطوير أسلحة كيميائية، وذلك بعد أسابيع من هجوم بغاز سام أودى بحياة عشرات الأشخاص في محافظة إدلب (شمالي سوريا) التي تسيطر عليها المعارضة.


روسيا خارج السباق  

عقب الهجوم الكيماوي على إدلب، برزت حدة الخلافات بين موسكو وواشنطن حول أليات التحقيق بشأن الهجوم ، لينتهي المطاف بتولي منظمة حظر الأسلحة التحقيق مع استبعاد المفتشين الروس وهو ما أثار غضب موسكو .

وبرغم من توصل تقرير منظمة حظر الأسلحة إلى أن هجوم خان شيخون تم تنفيذه باستخدام غاز السارين أو مادة سامة شبيهة ، إلا أن موسكو أبدت شكوكها  في صحة التقارير ، بل وجددت تحذيرها حول ما وصفته بـ “مسرحيات” استخدام الكيماوي في سوريا.

وكان التبرير الروسي في دفاعه عن حليفه السوري، عدم وجود أدلة  تثبت أن السلطات السورية خبأت ولو كيلوجرامًا واحدًا من المواد السامة، بعد عملية إتلاف ترسانتها الكيميائية.

وفي يوم 24 أبريل، قامت الطائرات الروسية  باستهداف سوقاً شعبياً في مدينة خان شيخون راح ضحيته عشرات الشهداء والجرحى، وتأتي هذه المجزرة بعد أسابيع قليلة من وفاة أكثر من 100 شخص جراء استهداف المدينة بغاز السارين السام، في وقت يشير فيه النشطاء إلى مساعي روسيا لطمس وتزوير معالم وأدلة الهجوم الكيماوي، قبل تشكيل لجنة التحقيق المتخصصة بالمجزرة الكيماوية.


فرنسا تؤكد

بعد أسابيع من الهجوم الكيماوي على إدلب، تمكنت المخابرات الفرنسية من إيجاد أدلة تثبت تورط قوات النظام السوري في استخدام غاز السارين ، وذلك بعد قيامها بفحص عينات أخذت من خان شيخون لتضاهي تلك المستخدمة في المعامل السورية وهو ما أعلنه وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت .

كانت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية قد خلصت في 19 أبريل إلى استخدام غاز السارين في الهجوم على خان شيخون، بينما قامت المخابرات الفرنسية بتحديد مسؤولية النظام من خلال الاستناد إلى طريقة تصنيع الغاز المستخدم ومقارنته مع عينات من هجوم في 2013 على سراقب (شمال غرب) نُسب وقتها إلى النظام.

وبحسب المصادر الدبلوماسية ، فإن فرنسا قامت بأخذ قذيفة لم تنفجر بعد الهجوم وقامت بتحليل مضمونها.

وصرح إيرولت "بوسعنا التأكيد ان السارين المستخدم في 4 أبريل هو نفسه المستخدم في الهجوم على سراقب في 29 أبريل 2013".

وجاء في ملخص التقرير الذي تضمن عناصر تم رفع السرية عنها أنه تم العثور في الحالتين على مادة هيكسامين المثبتة وأن "أسلوب التصنيع هو نفسه الذي طوره مركز الدراسات والبحوث العلمية في سوريا لصالح النظام".

وهو ما يثير تساؤلات عن جدوى الأدلة الفرنسية في تحريك ملف كيماوي إدلب في المؤسسات الدولية، أم سيستمر الحليف الروسي في التصدي لتلك المحاولات ومن ثم استمرار مثل هذه الهجمات التي يدفع ثمنها السوريون دون معاقبة الجناة.


http://www.roayahnews.com/

Comments