مسلمو دولة جنوب السودان .. تحت نيران المضايقات والحرب الأهلية
تقرير: ملوك ميوت
يبدو أن اتفاقية السلام «نيفاشا» التي أبرمت عام 2005م وضعت إطاراً نظرياً ممتازاً للتعايش بين الأديان ,ولكن هناك شعور بين المسلمين الجنوبيين بأن الاتفاقية أهملتهم ولم تنصفهم كما أنصفت المسيحيين بالشمال والمقارنة بين المبادئ والحقوق العامة في ممارسات الشعائر الدينية
يبدو أن اتفاقية السلام «نيفاشا» التي أبرمت عام 2005م وضعت إطاراً نظرياً ممتازاً للتعايش بين الأديان ,ولكن هناك شعور بين المسلمين الجنوبيين بأن الاتفاقية أهملتهم ولم تنصفهم كما أنصفت المسيحيين بالشمال والمقارنة بين المبادئ والحقوق العامة في ممارسات الشعائر الدينية
حالياً على أرض الواقع في الدولتين تؤكد أن شعور مسلمي جنوب السودان لم يأتِ من فراغ خصوصاً بعد تصريحات رئيس حكومة الجنوب سلفا كير الذي يُنذِر ويحذر فيه المسلمين في جنوب السودان قائلاً: (يجب عدم استغلال الدين للأغراض السياسية )ما يعني أنه يريدهم تُبَّعاً لا حول لهم ولا قوة ولا صوت لهم ولا حركة بل يريدهم أموات، هذا هو حال المسلمين في جنوب السودان, حال لا يَسُرُ صديقاً وسيكون الضياع والهوان مصيرهم والاضطهاد والذل مآلهم.
منطقة معزولة
عضو المجلس الإسلامي لجنوب السودان الداعية الشيخ خميس النور دينق يقول من واقع الحال نريد ان نؤكد ان قيادات الحركة الشعبية بعد ان فصلوا جنوب السودان عن السودان انصب تفكيرهم على العمل بقوة من أجل جعل جنوب السودان منطقة معزولة عن الشمال ثقافياً ودينياً وروحياً ,وهذه واحدة من المستحيلات لان الارتباط الروحي الوثيق بين المسلمين لا يفصله كائن كان وان المسلمين في جنوب السودان لن يتزعزع إيمانهم نتيجة سياسات المضايقة التي تمارسها الحركة الشعبية ذلك لتغيير أهل الجنوب وتنصيرهم مجدداً بعد أن وصلوا إلى قناعة بأنه من المستحيل تنصير السودان بالعلمانية ,وقد خططوا للتغيير بوسائل عديدة منها إقامة المدارس والمستوصفات التنصيرية.
ويكشف الشيخ خميس ان تنمية العمل التنصيري عن طريق المؤسسات وبلوغ هذا العمل إلى كل مناطق جنوب السودان. والعمل ضد الإسلام والمسلمين.. والعمل على استيعاب القبائل لإثارة الفتنة بينهم بنشر الأكاذيب ضد المسلمين وتشجيع اضطهادهم. ويرجع كل ذلك بعد ان فشل الرئيس سلفا كير في الميدان السياسي لذا فانه الآن يعمل على زرع الفتنة الدينية بين الشعب الجنوبي، ويتمثل في قيام سلطات حكومة جنوب السودان بنزع اراضي تتبع للأوقاف الاسلامية منها (ميدان المولد) في سوق جوبا وتحويله الى اراضي استثمارية تخص رأسماليين ، ويضيف الشيخ خميس في حديثه لـ(الإنتباهة) ان هذه هي شهادته لله ان حكومة سلفا كير حاولت ظلم المسلمين في كثير من السياسات التي تنقص من حقوقنا الوطنية وبتشجيع منها إلا اننا لن نتوانى في قول الحق ,ونؤكد ان سياسة الاستحمار التي تتبعها حكومة سلفا كير وأعوانه ستقود البلاد الي التهلكة وطالما لدينا الحقوق والواجبات لابديل لنا من ان ندافع عن أرضنا وعرضنا وديننا بالغالي والنفيس ، ونؤكد السبب الذي دفع قيادات الحركة الشعبية لممارسة مضايقات تجاه المسلمين هو تأكيدهم ان الإسلام واللغة العربية ينتشران بسرعة مذهلة في جنوب السودان وقد أزعجهم هذا الانتشار السريع ولذلك تم تشجيع المؤسسات التنصيرية للعمل على تخريب القرى الإسلامية الواقعة على الحدود بين شمال السودان المسلم وبين الجنوب الذي يندفع بقوة نحو الإسلام لكي يبقى جنوب السودان مرتعاً للمؤسسات التنصيرية ولمحاربة اللغة العربية وتشجيع اللغة الانجليزية واللهجات المحلية وتدوينها بالأبجدية اللاتينية، ثم جعلوا لغة التعليم بالمدارس (الإرسالية) هي اللغة الإنجليزية والآن اصبح التعليم في الجنوب محصوراً أصلاً في مدارس الإرسالية فقط, لكن في مثل هذه الظروف والحمد لله تعالى نحن لانزال نحتفل بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية باليُمن والبركات وكل عام والمسلمين بخير.
الإسلام في جنوب السودان
هنأ الداعية الإسلامي عثمان شول في بداية حديثه لـ(الإنتباهة) الأمة الاسلامية كلها بحلول عيد الأضحى وتمنى ان يعيده الله علينا باليمن والخيرات والبركات, وقال: الحقيقة ان التجار الشماليين هم من ادخلوا الإسلام إلى جنوب السودان، وكان ذلك في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي الثاني عشر الهجري ,وأصبح جنوب السودان البوابة الرئيسة إلى قلب إفريقيا،لان مجرد قيام التاجر المسلم بالوضوء وأداء الصلاة كان دافعاً للتساؤل ومن ثم الدخول في الإسلام باعتبار أن أهل جنوب السودان كانوا في وثنيتهم أقرب إلى الفطرة مما سهل دخولهم في الإسلام . لهذا فإن التاجر المسلم الذي يذهب إلى جنوب السودان كان يتحول إلى داعية للإسلام. وقد أدى انتشار الإسلام في جنوب السودان لنشر اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ووسيلة لتحقيق نشر الإسلام والى إن اصبحت اللغة العربية لغة التخاطب الرئيسة بين قبائل جنوب السودان الذين لم تكن لهم لغة واحدة تجمعهم ,وأضاف شول: «إن نسبة المسلمين في جنوب السودان أكثر من المتدينين بغيره لذلك نرى إن الاسلام يتقدم بخطى ثابتة في جنوب السودان ولولا سياسات الحركة الشعبية بعد انفصال جنوب السودان عن السودان لوصلت الدعوة الإسلامية إلى شعب جنوب السودان بأكمله».
كلمة الحق
أما الشيخ حمدان حسن لاكو امام مسجد (نمرة تلاتة) فيقول انه رغم انتشار النصرانية بين المثقفين من أبناء جنوب السودان. ورغم الأموال التي صُرفت والجهود التي بُذلت لم تستطع البعثات التبشيرية أن تستقطب أعداداً معتبرة من أهل الجنوب خاصة ان سياسات الحركة الشعبية أضافت سياسات أخرى للحيلولة دون انتشار الإسلام في الجنوب, منها إغلاق بوابة أهل الشمال حتى لا يسمح لأي داعية إسلامي من الشمال بدخول اراضي الجنوب إلا بعد معرفة الغرض من الزيارة, كما أنها طردت أعداداً كبيرة من المسلمين من جنوب السودان كما تم طرد علماء مسلمي الجنوب وتم تحويل مدينة جوبا (العاصمة الحالية) الى مدينة تمارس الاباحية على النمط الأوروبي وتعرض المسلمون الى أصناف من المضايقات بعد انفصال جنوب السودان. كانت هذه هي سياسة الحركة الشعبية منذ فترة تمردها على حكومات الشمال يعملون على مضايقة المسلمين في جنوب السودان, وقد ازداد هذا في فترة حكومة سلفا كير حيث أحرقوا المساجد وعاثوا فيها فساداً إضافة إلى النهب والسلب بل والقتل مما أدى إلى هجرة مئات الآلاف من مسلمي الجنوب نحو السودان وبقية الدول المجاورة. ويضيف الشيخ حمدان انه بالرغم من ذلك سيظلون يقولون كلمة الحق حتى يعلم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها وليطمئنوا بان المسلمين في جنوب السودان محافظون على دينهم. ومن خلال هذه السانحة نبارك لكل المسلمين بعيد الأضحى (أعاده الله علينا باليمن والبركات) ونقول كل عام والامة الاسلامية بخير.
الإسلام ثابت كالجبل
يقول الداعية الإسلامي والباحث أبوبكر دينق اولاً اهنئ الأمة الاسلامية بعيد الاضحى المبارك ونقول كل عام والامة الاسلامية بألف خير, لم نتوقع ان تمارس الحكومة سياسات تهضم حقوق الآخرين ولكن في واقع الحال وبعد ان فشلت الحركة الشعبية في تطبيق سياساتها الالحادية لجأت الى محاولة مضايقة المسلمين في جنوب السودان. وكنا نصلي الأوقات الخمسة في المسجد لكن اليوم اصبحنا نخاف من المضايقات المتكررة من بعض افراد النظام الحاكم بجنوب السودان. ومن المعروف ان الدين لله وحده فلماذا يضايقوننا نحن المسلمين في وطننا جنوب السودان .ولكن نقول انهم فشلوا وخسروا في المعارك السياسية لذلك يريدون نقلها للفتنة الدينية وهذا ليس في مصلحتهم اطلاقاً.
ويضيف الباحث ابو بكر ان الاسلام في جنوب السودان لم يأت في عهد الحركة الشعبية وهم لم يعلموا أنه بالرغم من كل الأعمال البربرية التي مارستها السلطات الاستعمارية البريطانية في جنوب السودان ورغم ما قاموا به من بذل الأموال وزيادة القيود على نشر الإسلام في جنوب السودان إلا أن الدعوة الإسلامية لم تقف يوماً بفضل رجال نذروا أنفسهم من أجل نشر الإسلام في جنوب السودان. ومن أشهر هؤلاء الدُعاة (الشيخ محمد أبو صفية) الذي عمل على نشر الإسلام بين أفراد قبيلة الدينكا و(الشيخ محمد بن القرشي) الذي يعتبر من رواد الدعوة الإسلامية في جنوب السودان الذي تفرغ للدعوة وأسس العديد من الخلاوي لتلاوة القرآن وحفظه في مديريات الجنوب الثلاث. وقد أسلم على يديه أكثر من عشرين ألفا في جنوب السودان، وغيرهم من الدعاة حتى أصبح الإسلام هو الدين الأول في جنوب السودان, لو استبعدنا الوثنيين فقد جاء في التقرير الذي يصدره مجلس الكنائس العالمي أن (45 %) من أهالي جنوب السودان وثنيون (أي لا يؤمنون بدين) وأن (30 %) مسلمون و(25 % ) يدينون بالمسيحية وأن الإسلام قوي وثابت كالجبل في كل المدن في جنوب السودان, ورغم أننا لا نصدق تقرير هذه المنظمة الكنسية واعترافهم بأن الإسلام أعلى نسبة من النصرانية، وهو حقيقة ولكن أن الإسلام في جنوب السودان يفوق الـ (30 %)، كما يشير الباحث الى ان على حكومة الخرطوم ايضا ان تدلي بدلوها من خلال إعمار مسجد ابيي الذي أحرق في العام 2011م ولم يجد الدعم حتى من قبل الإشرافية.
الأوقاف الإسلامية في خطر
الشيخ احمد بول امام مسجد مدينة (بور) بولاية جونقلي يقول لـ (الإنتباهة): ان هناك عوامل كثيرة تضعف المسلمين في جنوب السودان منها داخلية وخارجية تؤثر سلباً عليهم. فهناك تعدد في الجمعيات والمنظمات التي تتحدث باسمهم في ظل غياب جسم يمثلهم للحفاظ على مصالحهم يكون خلاف الجسم السياسي المدعو (المجلس الإسلامي لجنوب السودان) الذي ينتحل صفة المسلمين بجنوب السودان لكنه واجهة سياسية لهضم حقوق المسلمين هناك. أما العوامل الخارجية فمن أبرزها وجود تيار إقصائي يعمل على زعزعة المسلمين وإبعادهم من التأثير في الساحة الوطنية انتقاماً منهم باعتبارهم مسلمين, وبالتالي لا مكان لهم في دولة جنوب السودان. إضافة للمضايقات التي تحدث للمسلمين تحت ذريعة إعادة التخطيط العمراني مثل محاولة الاستيلاء على مقر منظمة البر وإزالة مسجدها بحجة أنه يقع على الطريق ونفس الحجة تستخدم الآن لإزالة العديد من المساجد العتيقة في جنوب السودان كمسجد مدينة بور ومسجد رمبيك الذي بني عام 1935م ويعتبر جزءاً من معالم تاريخ المدينة.
مضايقات
بالتالي من خلال هذه الإفادات فان مسلمي جنوب السودان من الواضح انهم يعانون من مضايقات في أداء عباداتهم إذ تعرض البعض للاعتقال في رمبيك بولاية البحيرات لاستخدامهم مكبر صوت في الأذان, كما تعرض مؤذن في ملكال بولاية اعالي النيل للاعتداء بآلة حادة، هذا بخلاف منع الأذان في المسجد الذي شيدته دولة الكويت بالعاصمة جوبا وبقية مناطق جنوب السودان وتحويل بعض الخلاوي (أماكن تعليم القرآن) إلى حانات للخمر، كما تم استبدال المنهج الدراسي في جنوب السودان والذي كان جزءاً من منهج التدريس في السودان وباللغة العربية، تم تحويله إلى المناهج اليوغندية والكينية، كل هذه المضايقات التي تمت تحت نيران الحرب الأهلية تتطلب تدخل الدول المسلمة بالإقليم خاصة بعد فرض تحويل لغة التدريس إلى الإنجليزية بدلاً من العربية، كما منع ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات في بعض مدن جنوب السودان. كل هذا وغيره من الانتهاكات الصارخة يحدث في ظل صمت وتشجيع من حكومة سلفا كير المناط بها رعاية شؤون الأديان.
منطقة معزولة
عضو المجلس الإسلامي لجنوب السودان الداعية الشيخ خميس النور دينق يقول من واقع الحال نريد ان نؤكد ان قيادات الحركة الشعبية بعد ان فصلوا جنوب السودان عن السودان انصب تفكيرهم على العمل بقوة من أجل جعل جنوب السودان منطقة معزولة عن الشمال ثقافياً ودينياً وروحياً ,وهذه واحدة من المستحيلات لان الارتباط الروحي الوثيق بين المسلمين لا يفصله كائن كان وان المسلمين في جنوب السودان لن يتزعزع إيمانهم نتيجة سياسات المضايقة التي تمارسها الحركة الشعبية ذلك لتغيير أهل الجنوب وتنصيرهم مجدداً بعد أن وصلوا إلى قناعة بأنه من المستحيل تنصير السودان بالعلمانية ,وقد خططوا للتغيير بوسائل عديدة منها إقامة المدارس والمستوصفات التنصيرية.
ويكشف الشيخ خميس ان تنمية العمل التنصيري عن طريق المؤسسات وبلوغ هذا العمل إلى كل مناطق جنوب السودان. والعمل ضد الإسلام والمسلمين.. والعمل على استيعاب القبائل لإثارة الفتنة بينهم بنشر الأكاذيب ضد المسلمين وتشجيع اضطهادهم. ويرجع كل ذلك بعد ان فشل الرئيس سلفا كير في الميدان السياسي لذا فانه الآن يعمل على زرع الفتنة الدينية بين الشعب الجنوبي، ويتمثل في قيام سلطات حكومة جنوب السودان بنزع اراضي تتبع للأوقاف الاسلامية منها (ميدان المولد) في سوق جوبا وتحويله الى اراضي استثمارية تخص رأسماليين ، ويضيف الشيخ خميس في حديثه لـ(الإنتباهة) ان هذه هي شهادته لله ان حكومة سلفا كير حاولت ظلم المسلمين في كثير من السياسات التي تنقص من حقوقنا الوطنية وبتشجيع منها إلا اننا لن نتوانى في قول الحق ,ونؤكد ان سياسة الاستحمار التي تتبعها حكومة سلفا كير وأعوانه ستقود البلاد الي التهلكة وطالما لدينا الحقوق والواجبات لابديل لنا من ان ندافع عن أرضنا وعرضنا وديننا بالغالي والنفيس ، ونؤكد السبب الذي دفع قيادات الحركة الشعبية لممارسة مضايقات تجاه المسلمين هو تأكيدهم ان الإسلام واللغة العربية ينتشران بسرعة مذهلة في جنوب السودان وقد أزعجهم هذا الانتشار السريع ولذلك تم تشجيع المؤسسات التنصيرية للعمل على تخريب القرى الإسلامية الواقعة على الحدود بين شمال السودان المسلم وبين الجنوب الذي يندفع بقوة نحو الإسلام لكي يبقى جنوب السودان مرتعاً للمؤسسات التنصيرية ولمحاربة اللغة العربية وتشجيع اللغة الانجليزية واللهجات المحلية وتدوينها بالأبجدية اللاتينية، ثم جعلوا لغة التعليم بالمدارس (الإرسالية) هي اللغة الإنجليزية والآن اصبح التعليم في الجنوب محصوراً أصلاً في مدارس الإرسالية فقط, لكن في مثل هذه الظروف والحمد لله تعالى نحن لانزال نحتفل بعيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية باليُمن والبركات وكل عام والمسلمين بخير.
الإسلام في جنوب السودان
هنأ الداعية الإسلامي عثمان شول في بداية حديثه لـ(الإنتباهة) الأمة الاسلامية كلها بحلول عيد الأضحى وتمنى ان يعيده الله علينا باليمن والخيرات والبركات, وقال: الحقيقة ان التجار الشماليين هم من ادخلوا الإسلام إلى جنوب السودان، وكان ذلك في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي الثاني عشر الهجري ,وأصبح جنوب السودان البوابة الرئيسة إلى قلب إفريقيا،لان مجرد قيام التاجر المسلم بالوضوء وأداء الصلاة كان دافعاً للتساؤل ومن ثم الدخول في الإسلام باعتبار أن أهل جنوب السودان كانوا في وثنيتهم أقرب إلى الفطرة مما سهل دخولهم في الإسلام . لهذا فإن التاجر المسلم الذي يذهب إلى جنوب السودان كان يتحول إلى داعية للإسلام. وقد أدى انتشار الإسلام في جنوب السودان لنشر اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ووسيلة لتحقيق نشر الإسلام والى إن اصبحت اللغة العربية لغة التخاطب الرئيسة بين قبائل جنوب السودان الذين لم تكن لهم لغة واحدة تجمعهم ,وأضاف شول: «إن نسبة المسلمين في جنوب السودان أكثر من المتدينين بغيره لذلك نرى إن الاسلام يتقدم بخطى ثابتة في جنوب السودان ولولا سياسات الحركة الشعبية بعد انفصال جنوب السودان عن السودان لوصلت الدعوة الإسلامية إلى شعب جنوب السودان بأكمله».
كلمة الحق
أما الشيخ حمدان حسن لاكو امام مسجد (نمرة تلاتة) فيقول انه رغم انتشار النصرانية بين المثقفين من أبناء جنوب السودان. ورغم الأموال التي صُرفت والجهود التي بُذلت لم تستطع البعثات التبشيرية أن تستقطب أعداداً معتبرة من أهل الجنوب خاصة ان سياسات الحركة الشعبية أضافت سياسات أخرى للحيلولة دون انتشار الإسلام في الجنوب, منها إغلاق بوابة أهل الشمال حتى لا يسمح لأي داعية إسلامي من الشمال بدخول اراضي الجنوب إلا بعد معرفة الغرض من الزيارة, كما أنها طردت أعداداً كبيرة من المسلمين من جنوب السودان كما تم طرد علماء مسلمي الجنوب وتم تحويل مدينة جوبا (العاصمة الحالية) الى مدينة تمارس الاباحية على النمط الأوروبي وتعرض المسلمون الى أصناف من المضايقات بعد انفصال جنوب السودان. كانت هذه هي سياسة الحركة الشعبية منذ فترة تمردها على حكومات الشمال يعملون على مضايقة المسلمين في جنوب السودان, وقد ازداد هذا في فترة حكومة سلفا كير حيث أحرقوا المساجد وعاثوا فيها فساداً إضافة إلى النهب والسلب بل والقتل مما أدى إلى هجرة مئات الآلاف من مسلمي الجنوب نحو السودان وبقية الدول المجاورة. ويضيف الشيخ حمدان انه بالرغم من ذلك سيظلون يقولون كلمة الحق حتى يعلم المسلمون في مشارق الارض ومغاربها وليطمئنوا بان المسلمين في جنوب السودان محافظون على دينهم. ومن خلال هذه السانحة نبارك لكل المسلمين بعيد الأضحى (أعاده الله علينا باليمن والبركات) ونقول كل عام والامة الاسلامية بخير.
الإسلام ثابت كالجبل
يقول الداعية الإسلامي والباحث أبوبكر دينق اولاً اهنئ الأمة الاسلامية بعيد الاضحى المبارك ونقول كل عام والامة الاسلامية بألف خير, لم نتوقع ان تمارس الحكومة سياسات تهضم حقوق الآخرين ولكن في واقع الحال وبعد ان فشلت الحركة الشعبية في تطبيق سياساتها الالحادية لجأت الى محاولة مضايقة المسلمين في جنوب السودان. وكنا نصلي الأوقات الخمسة في المسجد لكن اليوم اصبحنا نخاف من المضايقات المتكررة من بعض افراد النظام الحاكم بجنوب السودان. ومن المعروف ان الدين لله وحده فلماذا يضايقوننا نحن المسلمين في وطننا جنوب السودان .ولكن نقول انهم فشلوا وخسروا في المعارك السياسية لذلك يريدون نقلها للفتنة الدينية وهذا ليس في مصلحتهم اطلاقاً.
ويضيف الباحث ابو بكر ان الاسلام في جنوب السودان لم يأت في عهد الحركة الشعبية وهم لم يعلموا أنه بالرغم من كل الأعمال البربرية التي مارستها السلطات الاستعمارية البريطانية في جنوب السودان ورغم ما قاموا به من بذل الأموال وزيادة القيود على نشر الإسلام في جنوب السودان إلا أن الدعوة الإسلامية لم تقف يوماً بفضل رجال نذروا أنفسهم من أجل نشر الإسلام في جنوب السودان. ومن أشهر هؤلاء الدُعاة (الشيخ محمد أبو صفية) الذي عمل على نشر الإسلام بين أفراد قبيلة الدينكا و(الشيخ محمد بن القرشي) الذي يعتبر من رواد الدعوة الإسلامية في جنوب السودان الذي تفرغ للدعوة وأسس العديد من الخلاوي لتلاوة القرآن وحفظه في مديريات الجنوب الثلاث. وقد أسلم على يديه أكثر من عشرين ألفا في جنوب السودان، وغيرهم من الدعاة حتى أصبح الإسلام هو الدين الأول في جنوب السودان, لو استبعدنا الوثنيين فقد جاء في التقرير الذي يصدره مجلس الكنائس العالمي أن (45 %) من أهالي جنوب السودان وثنيون (أي لا يؤمنون بدين) وأن (30 %) مسلمون و(25 % ) يدينون بالمسيحية وأن الإسلام قوي وثابت كالجبل في كل المدن في جنوب السودان, ورغم أننا لا نصدق تقرير هذه المنظمة الكنسية واعترافهم بأن الإسلام أعلى نسبة من النصرانية، وهو حقيقة ولكن أن الإسلام في جنوب السودان يفوق الـ (30 %)، كما يشير الباحث الى ان على حكومة الخرطوم ايضا ان تدلي بدلوها من خلال إعمار مسجد ابيي الذي أحرق في العام 2011م ولم يجد الدعم حتى من قبل الإشرافية.
الأوقاف الإسلامية في خطر
الشيخ احمد بول امام مسجد مدينة (بور) بولاية جونقلي يقول لـ (الإنتباهة): ان هناك عوامل كثيرة تضعف المسلمين في جنوب السودان منها داخلية وخارجية تؤثر سلباً عليهم. فهناك تعدد في الجمعيات والمنظمات التي تتحدث باسمهم في ظل غياب جسم يمثلهم للحفاظ على مصالحهم يكون خلاف الجسم السياسي المدعو (المجلس الإسلامي لجنوب السودان) الذي ينتحل صفة المسلمين بجنوب السودان لكنه واجهة سياسية لهضم حقوق المسلمين هناك. أما العوامل الخارجية فمن أبرزها وجود تيار إقصائي يعمل على زعزعة المسلمين وإبعادهم من التأثير في الساحة الوطنية انتقاماً منهم باعتبارهم مسلمين, وبالتالي لا مكان لهم في دولة جنوب السودان. إضافة للمضايقات التي تحدث للمسلمين تحت ذريعة إعادة التخطيط العمراني مثل محاولة الاستيلاء على مقر منظمة البر وإزالة مسجدها بحجة أنه يقع على الطريق ونفس الحجة تستخدم الآن لإزالة العديد من المساجد العتيقة في جنوب السودان كمسجد مدينة بور ومسجد رمبيك الذي بني عام 1935م ويعتبر جزءاً من معالم تاريخ المدينة.
مضايقات
بالتالي من خلال هذه الإفادات فان مسلمي جنوب السودان من الواضح انهم يعانون من مضايقات في أداء عباداتهم إذ تعرض البعض للاعتقال في رمبيك بولاية البحيرات لاستخدامهم مكبر صوت في الأذان, كما تعرض مؤذن في ملكال بولاية اعالي النيل للاعتداء بآلة حادة، هذا بخلاف منع الأذان في المسجد الذي شيدته دولة الكويت بالعاصمة جوبا وبقية مناطق جنوب السودان وتحويل بعض الخلاوي (أماكن تعليم القرآن) إلى حانات للخمر، كما تم استبدال المنهج الدراسي في جنوب السودان والذي كان جزءاً من منهج التدريس في السودان وباللغة العربية، تم تحويله إلى المناهج اليوغندية والكينية، كل هذه المضايقات التي تمت تحت نيران الحرب الأهلية تتطلب تدخل الدول المسلمة بالإقليم خاصة بعد فرض تحويل لغة التدريس إلى الإنجليزية بدلاً من العربية، كما منع ارتداء الحجاب بالنسبة للطالبات في بعض مدن جنوب السودان. كل هذا وغيره من الانتهاكات الصارخة يحدث في ظل صمت وتشجيع من حكومة سلفا كير المناط بها رعاية شؤون الأديان.
https://www.sudanakhbar.com/114332
Comments
Post a Comment