حكم بالسجن مدى الحياة على قائد جيش صرب البوسنة السابق راتكو ملاديتش سفاح البوسنة
حكمت اليوم الأربعاء 22 نوفمبر، بالسجن مدى الحياة على الجنرال راتكو ملاديتش، وفقا للبنود 10 و 11 من الاتهامات الموجهة حول أحداث "سريبرينيتسا".
وأعلن القاضي ألفونس أوري، الذي يشرف على قضية ملاديتش عن هذا القرار في جلسة المحكمة بلاهاي اليوم الأربعاء.
وتعتبر المحاكمة، التي امتدت على مدار 22 عاما بين الاتهام والحكم، من بين أكبر الأحداث القضائية في التاريخ الحديث.
ووصف مقتل نحو 8 آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة بأنه إبادة جماعية في الأحكام النهائية السابقة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة الصادرة بحق ضباط صرب.
ويواجه ملاديتش (75 عاما) اتهامات أخرى بما فيها ارتكاب أعمال إبادة جماعية في مناطق أخرى خلال الحرب البوسنية خلال الفترة 1992 - 1995.
وتشمل التهم الأخرى الاضطهاد والقتل والتعذيب والاغتصاب والإبادة وقصف سراييفو والقنص والترحيل والإرهاب واحتجاز قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة كرهائن.
وعين ملاديتش ضابطا في الجيش الشعبي اليوغوسلافي لتولي قيادة القوات الصربية بعد اندلاع الحرب في أعقاب انفصال البوسنة.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، التي تأسست عام 1993 في لاهاي للتعامل مع الجرائم الكبرى في الحروب اليوغوسلافية، اتهمت ملاديتش ورئيسه السياسي رادوفان كاراديتش عام 1995 بعد "مذبحة سريبرينيتسا" في يوليو من ذلك العام.
المزيد من أخبار
1 - 5 من 15
حكم بالسجن مدى الحياة على "سفاح البوسنة" راتكو ملاديتش
راتكو ملاديتش
أدانت محكمة لجرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة راتكو ملاديتش القائد السابق بجيش صرب البوسنة يوم الأربعاء وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة لدوره في المذابح وعمليات التطهير العرقي التي ارتُكبت خلال حرب البوسنة.
وقال رئيس المحكمة ألفونس أوري خلال تلاوته الحكم ”الجرائم المرتبكة تصنف ضمن أبشع الجرائم التي عرفها الجنس البشري وتضمنت الإبادة الجماعية والإبادة كجريمة في حق الإنسانية“.
وواجه ملاديتش 11 تهمة، من بينها ارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، في المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وأدين ملاديتش بارتكاب مجزرة قتل خلالها أكثر من سبعة آلاف من مسلمي البوسنة في سربرنيتسا عام 1995، وحصار سراييفو الذي أى إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص.
كانت المحكمة قد طردت ملاديتش من جلسة محاكمته بعدما صرخ في وجه القضاة أثناء إصدار حكمهم في الجرائم المتهم بها.
وجاء طرده بعدما رفض القاضي طلبا تقدم به محاميه لتأجيل الجسلة لأسباب صحية.
سفاح البوسنة
ويلقب ملاديتش بسفاح البوسنة بسبب الفظائع وجرائم الحرب التي اقترفتها القوات التي كان يقودها ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها مجزرة سربرينتسا خلال الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
ويلقب ملاديتش بسفاح البوسنة بسبب الفظائع وجرائم الحرب التي اقترفتها القوات التي كان يقودها ضد مسلمي البوسنة وعلى رأسها مجزرة سربرينتسا خلال الحرب في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
بعد توقف حرب البوسنة عام 1995 عاش ملاديتش حياته بشكل اعتيادي رغم أنه كان مطلوبا للمحكمة الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب. وبعد 16 عاما من الملاحقة تم إلقاء القبض عليه في مايو/أيار 2011 شمالي العاصمة الصربية بلغراد بينما كان يستعد لممارسة رياضة المشي في الحديقة.
وشغل الجنرال ملاديتش منصب رئيس أركان جيش صرب البوسنة إبان الحرب، واعتبر إلى جانب الزعيم الصربي رادوفان كاراديتش، ألقي القبض عليه عام 2008، من رموز حملة التطهير العرقي ضد الكروات والمسلمين إبان الحرب.
وبدأ مساعدو ملاديتش في تسليم أنفسهم للمحكمة بدءً من عام 2004 بعد تزايد الضغوط الدولية على جمهورية صربيا. وكان راديفوي ميليتيتش وميلان غفيرو من أبرز القادة الذين قدموا للمحاكمة بتهم التورط في ارتكاب عمليات تطهير عرقي.
ولد ملاديتش في عام 1942 في قرية كالينوفيك في البوسنة وأصبح ضابطا في صفوف الجيش اليوغوسلافي إبان حكم الزعيم اليوغوسلافي الراحل جوزيف تيتو.
ومع حلول عام 1991 وبدء تفكك يوغوسلافيا، تولي ملاديتش قيادة الفيلق التاسع في الجيش لمواجهة القوات الكرواتية في كنين. ثم تولي قيادة الجيش الثاني اليوغوسلافي ومقره سراييفو.
وفي عام 1992 صوتت جمعية صرب البوسنة لتكوين جيش "صرب البوسنة" وتم تعيين ملاديتش قائدا له.
ويعتبر ملاديتش من أوائل المحرضين على حصار سراييفو وقاد هجمات الصرب في عام 1995 على سربرنيتسا التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة وارتكب واحدة من أسوأ الفضائع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقامت القوات الصربية آنذاك بقصف سربرنيتسا بالمدفعية والصواريخ على مدار خمسة أيام قبل أن يدخلها ملاديتش وبصحبته طاقم تصوير. وفي اليوم السادس وصلت حافلات ونقلت النساء والأطفال إلى منطقة أخرى وقام الجيش الصربي بتجميع الرجال والصبيان البالغين من العمر ما بين 12 عاما و77 عاما " للتحقيق معهم في جرائم حرب".
وبعد خمسة أيام من اجتياح القوات الصربية للمدينة تم قتل حوالي 8 آلاف رجل وصبي من مسلمي البوسنة.
وعاد ملاديتش بعد انتهاء الحرب إلى بلغراد ليعيش تحت حماية الرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش الذي تم اعتقاله حكمت عليه المحكمة لاحقا بتهم ارتكاب جرائم حرب أيضا لاحقا.
حكم على الجنرال الصربي السابق، راتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة لإدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية إبان حرب البوسنة في التسعينيات.
وقاد ملاديتش، المعروف باسم "جزار البوسنة" قوات صرب البوسنة إبّان مجزرة سربرنيتسا عام 1995 وحصار مدينة سراييفو الذي خلف 10 آلاف قتيل.
وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي ملاديتش بعشر تهم من إجمالي 11 تهمة.
- ملاديتش يرفض الشهادة مع كاراديتش في "مذبحة سربرينيتسا"
- رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش يمثلان امام المحكمة في لاهاي
ولم يكن ملاديتش، 74 عاما، حاضرا أثناء النطق بالحكم، إذ طردته هيئة المحكمة بعدما صرخ في وجه القضاة.
كانت هيئة المحكمة قد رفضت طلبا لمحاميه لوقف الإجراءات بسبب تعرض ملاديتش لارتفاع في ضغط الدم.
وفي بداية الجلسة، ظهر ملاديتش هادئا وكان يبتسم ويشير بيده إلى الكاميرات.
ما هي الجرائم؟
كان ملاديتش القائد العسكري لقوات صرب البوسنة التي كانت تقاتل القوات الكرواتية والبوسنة. وبدأت محاكمته عام 2012.
وخلصت المحكمة إلى أن ملاديتش "ساهم بصورة رئيسية" في الإبادة الجماعية في سربرنيتسا عام 1995، حيث قتل سبعة آلاف من مسلمي البوسنة من الرجال والأطفال، فيما عرف بأسوأ أعمال وحشية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبُرىء الجنرال الصربي السابق من تهمة ارتكاب جرائم إبادة في بلديات أخرى.
وفي نهاية الحرب في 1995، اختفى ملاديتش وعاش متخفيا في صربيا، تحت حماية أسرته وعدد من عناصر قوات الأمن.
وأدين الجنرال الصربي بارتكاب جرائم إبادة جماعية وأخرى ضد الإنسانية، لكنه ظل هاربا من العدالة لمدة 16 عاما. واعتقل ملاديتش بعد تعقبه في منزل أحد أقاربه بمنطقة ريفية شمالي صربيا عام 2011.
ما هي رود الفعل؟
وشاهد الحكم عدد من ضحايا المجزرة وأقاربهم في مركز لتخليد ذكراها بالقرب من سربرنيتسا، وتهللوا فرحا أثناء النطق بالحكم.
وقالت منظمة "أمهات سربرنيتسا" إنهن راضيات جزئيا، بينما قال بعض أقارب الضحايا إن ملاديتش كان يستحق حكما أشد.
ووصف المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، ملاديتش بأنه "صورة مصغرة من إبليس" وقال إن محاكمته "صورة مصغرة مما تقوم عليه العدالة الدولية".
وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكم "لحظة فارقة في تاريخ العدالة".
ماذا حدث في سربرنيتسا؟
في أوائل يونيو/ حزيران عام 1995، حاصرت قوات صرب البوسنة منطقة بالقرب من مدينة سربرنيتسا. وكانت المنطقة مصنفة من قبل الأمم المتحدة كـ "منطقة آمنة" تحت حماية 600 جندي هولندي تابعين للأمم المتحدة مزودين بأسلحة حفيفة.
وهاجمت القوات الصربية من الجنوب، وهو ما دفع الآلاف من المدنيين البوسنيين والمقاتلين إلى الهرب شمالا باتجاه سربرنيتسا. وبحلول العاشر من يوليو/ تموز، تجمع هناك أربعة آلاف شخص. وواصل الصرب تقدمهم، وفر عدد أكبر بكثير من اللاجئين إلى القاعدة الهولندية الرئيسية في بوتوكاري.
وحاصر ملاديتش القائد الهولندي، العقيد توم كاريمانز، وطالب بتجريد البوسنيين من سلاحهم مقابل إنقاذ حياتهم.
وفي 12 يوليو/ تموز، فرّ نحو 15 ألف من البوسنيين ممن بلغوا سن الخدمة العسكرية من المنطقة المحاصرة، لكنهم قُصفوا أثناء فرارهم عبر الجبال. وقتل بعضهم بعد استسلامهم.
وبعد ذلك، نقلت الحافلات ما قُدّر بنحو 23 ألف سيدة وطفل إلى منطقة للبوشناق، بينما عزل الصرب جميع الذكور الذين تراوحت أعمارهم من 12 إلى 77 عاما لـ "التحقيق معهم في ارتكاب جرائم حرب مشتبه بها".
واحتجز المئات من الرجال في شاحنات ومستودعات.
وفي يوليو/ تموز عام 1995، وقعت أول أعمال قتل بحق المسلمين البوسنيين في مستودع بالقرب من قرية كرافيكا.
وسلمت قوات حفظ السلام الهولندية نحو خمسة آلاف شخص ممن احتموا بقاعدة القوات الأجنبية. وفي المقابل، أطلقت القوات الصربية 14 من قوات حفظ السلام الهولندية الذين اعتقلوا رهائن في نوفاكاسابا، وهي قاعدة عسكرية صربية.
وخلال أربعة أيام، أعدم ما يقرب من ثمانية آلاف شخص من مسلمي البوسنة من الرجال والأطفال على يد قوات صرب البوسنة في عدة مواقع حول سربرنيتسا.
ما هو حصار سراييفو؟
تعرض المدنيون في العاصمة البوسنية لحصار وحشي في الفترة من 1992 و1995 على يد قوات صرب البوسنة، الذين قصفوا المدينة من التلال المحيطة بها. وبلغت حصيلة القتلى أكثر من 10 آلاف شخص.
ويعد القصف جزءا مما ووصفه الادعاء في المحكمة الدولية بـ "مشروع إجرامي" للصرب لنشر الرعب بين البوسنيين والكروات، وطردهم من مناطق يزعمون أنها صربية.